العاصفة الثلجية
من عدة سنوات خلال شهر فبراير
هبت عاصفة ثلجية عنيفة
علي الساحل الشرقي
للولايات المتحدة الأمريكية
وتجمدت مياة الأنهار
وأعلنت حالة طوارئ في جميع المطارات
وكانت احدي الطائرات
تقلع من المطار الدولي بمدينة واشنطن
ومع انه تم رش اجنحتها بمادة خاصة
لأذابة الثلوج التي تراكمت عليها
الا انه بمجرد إقلاعها لم تستطع الصعود
وسقطت في النهر المتجمد الملاصق للمطار
وانشطرت الي نصفين
وغاصت في الأعماق بكل ركابها
ما عدا خمسة اشخاص
وجدوا انفسهم وسط الماء المتجمد
فأمسكوا ببعض الحطام المتبقي من الطائرة
وهم في حالة رعب وخوف
ليس من هول الصدمة فقط
بل لأنهم عرفوا ان أجسامهم
ستتجمد خلال دقائق
وتعالوا لنعرف بقية القصة من احد الناجين
الذين تم انتشالهم في اللحظات الاخيرة
كان يتكلم امام عدسات التليفزيون وهو يبكي
لقد احسست انها النهاية
لم يكن هناك أمل
كانت اطرافي تتجمد بسرعة
تملكني يأس شديد
وفجأة سمعت صوتاً خافت هادئ واثقاً
فنظرت إليه ووجدته احد الناجيين معنا
قال لنا بهدوء
قد نتجمد الأن قبل ان تأتي النجدة
فهل تعرفون الي اين ستذهبون؟
وفوجئنا بهذا السؤال
الذي لم يكن احد منا يفكر فيه
ولكن عندما نظرنا الي حالتنا
وواجهنا حقيقة موقفنا
استسلمنا ولم نستطع الرد عليه
لأننا لم نكن نملك اجابة واضحة.. اجابة حاسمة
وحاول الرجل ان يتكلم معنا
ولكننا لم نتجاوب معه
وأبتدأنا نفقد الوعي
وفجأة جاءت طائرة مروحية
وانزلت حبل به طوق نجاة
وفوجئت بالرجل الغريب العجيب
يأخذ طوق النجاة الذي سقط بجانبه
ويعطيه لأحدنا
وجذب مساعد الطيار الحبل بسرعة
ثم قذفه مرة اخري
وتكرر نفس المشهد
أخذ الرجل الطوق واعطاه لأخر
ولم يتبق احد الا أنا وهذا الرجل
وكانت قوانا قد خارت تماماً
وبدأت أجسامنا تتجمد
وجاء الطوق من فوق ووجدت الرجل يعطيه لي
ولم أمانع فقد كنت اتشبث بالحياة
وابتدأ مساعد الطيار يرفعني
فنظرت الي الرجل وسألته
لماذا ؟ لماذا تفعل هذا ؟
فأجابني بكلمات هزتني.. رجتني.. حيرتني
كلمات لن أنساها مدي عمري
قال لي بكل هدوء وثقة
لأني أعرف الي أين أذهب
أعرف أن أحضانه في إنتظاري
لماذا أنت متأكد وواثق هكذا ؟
فأجابني بكلمة.. كلمة واحدة
كلمة قلبت حياتي.. كلمة غيرت حالي
كلمة زعزعت كياني.. كلمة لم أسمعها من قبل
لم أعرفها من قبل هتف بها من أعماق قلبه قائلاً
" لأنه أبي "
وعندما نزل الطوق مرة أخري
رجع فارغاً
لأن الرجل لم يكن هناك
كان جسده متجمداً هناك
ولكن روحه لم تكن هناك
كانت في مكان اخر.. كانت في حضن أباه
وفي اليوم التالي وأثناء مراثم دفن جسده
وقفنا نحن الأربعة الذين كنا معه في الماء
كنا مثله مسيحيين.. نذهب الي كنائسنا
نحترم فرائضنا نمارس طقوسنا
نصوم أصوامنا
كانت مسيحيتنا جزء من روتين حياتنا
كان مسيحنا الذي نحمل أسمه
يجري طول الوقت ورائنا
يلهث خلفنا.. يعيش علي هامش حياتنا
خارج قلوبنا
ولكن مسيحه كان يعيش بداخله
أه لم نكن مثله.. كان مختلفاً عنا
كنا نعرف مسيحنا بالجسد
أما هو فكان يعرف مسيحاً بالروح
ومن خلال دموعنا
طلبنا من الذي حملنا أسمه طول عمرنا
نتيجة ولادتنا من عائلات مسيحية بدون أرادتنا
وظننا اننا علي هذا الأساس
سندخل السماء بالوراثة
طلبنا من الذي مات علي الصليب من أجلنا
وأعطانا دمه ليطهر قلوبنا
ولكن في زحمة حياتنا
وأهتمامنا بأجسادنا
وأعمالنا وأموالنا وروتين عبادتنا
نسيناه
من عدة سنوات خلال شهر فبراير
هبت عاصفة ثلجية عنيفة
علي الساحل الشرقي
للولايات المتحدة الأمريكية
وتجمدت مياة الأنهار
وأعلنت حالة طوارئ في جميع المطارات
وكانت احدي الطائرات
تقلع من المطار الدولي بمدينة واشنطن
ومع انه تم رش اجنحتها بمادة خاصة
لأذابة الثلوج التي تراكمت عليها
الا انه بمجرد إقلاعها لم تستطع الصعود
وسقطت في النهر المتجمد الملاصق للمطار
وانشطرت الي نصفين
وغاصت في الأعماق بكل ركابها
ما عدا خمسة اشخاص
وجدوا انفسهم وسط الماء المتجمد
فأمسكوا ببعض الحطام المتبقي من الطائرة
وهم في حالة رعب وخوف
ليس من هول الصدمة فقط
بل لأنهم عرفوا ان أجسامهم
ستتجمد خلال دقائق
وتعالوا لنعرف بقية القصة من احد الناجين
الذين تم انتشالهم في اللحظات الاخيرة
كان يتكلم امام عدسات التليفزيون وهو يبكي
لقد احسست انها النهاية
لم يكن هناك أمل
كانت اطرافي تتجمد بسرعة
تملكني يأس شديد
وفجأة سمعت صوتاً خافت هادئ واثقاً
فنظرت إليه ووجدته احد الناجيين معنا
قال لنا بهدوء
قد نتجمد الأن قبل ان تأتي النجدة
فهل تعرفون الي اين ستذهبون؟
وفوجئنا بهذا السؤال
الذي لم يكن احد منا يفكر فيه
ولكن عندما نظرنا الي حالتنا
وواجهنا حقيقة موقفنا
استسلمنا ولم نستطع الرد عليه
لأننا لم نكن نملك اجابة واضحة.. اجابة حاسمة
وحاول الرجل ان يتكلم معنا
ولكننا لم نتجاوب معه
وأبتدأنا نفقد الوعي
وفجأة جاءت طائرة مروحية
وانزلت حبل به طوق نجاة
وفوجئت بالرجل الغريب العجيب
يأخذ طوق النجاة الذي سقط بجانبه
ويعطيه لأحدنا
وجذب مساعد الطيار الحبل بسرعة
ثم قذفه مرة اخري
وتكرر نفس المشهد
أخذ الرجل الطوق واعطاه لأخر
ولم يتبق احد الا أنا وهذا الرجل
وكانت قوانا قد خارت تماماً
وبدأت أجسامنا تتجمد
وجاء الطوق من فوق ووجدت الرجل يعطيه لي
ولم أمانع فقد كنت اتشبث بالحياة
وابتدأ مساعد الطيار يرفعني
فنظرت الي الرجل وسألته
لماذا ؟ لماذا تفعل هذا ؟
فأجابني بكلمات هزتني.. رجتني.. حيرتني
كلمات لن أنساها مدي عمري
قال لي بكل هدوء وثقة
لأني أعرف الي أين أذهب
أعرف أن أحضانه في إنتظاري
لماذا أنت متأكد وواثق هكذا ؟
فأجابني بكلمة.. كلمة واحدة
كلمة قلبت حياتي.. كلمة غيرت حالي
كلمة زعزعت كياني.. كلمة لم أسمعها من قبل
لم أعرفها من قبل هتف بها من أعماق قلبه قائلاً
" لأنه أبي "
وعندما نزل الطوق مرة أخري
رجع فارغاً
لأن الرجل لم يكن هناك
كان جسده متجمداً هناك
ولكن روحه لم تكن هناك
كانت في مكان اخر.. كانت في حضن أباه
وفي اليوم التالي وأثناء مراثم دفن جسده
وقفنا نحن الأربعة الذين كنا معه في الماء
كنا مثله مسيحيين.. نذهب الي كنائسنا
نحترم فرائضنا نمارس طقوسنا
نصوم أصوامنا
كانت مسيحيتنا جزء من روتين حياتنا
كان مسيحنا الذي نحمل أسمه
يجري طول الوقت ورائنا
يلهث خلفنا.. يعيش علي هامش حياتنا
خارج قلوبنا
ولكن مسيحه كان يعيش بداخله
أه لم نكن مثله.. كان مختلفاً عنا
كنا نعرف مسيحنا بالجسد
أما هو فكان يعرف مسيحاً بالروح
ومن خلال دموعنا
طلبنا من الذي حملنا أسمه طول عمرنا
نتيجة ولادتنا من عائلات مسيحية بدون أرادتنا
وظننا اننا علي هذا الأساس
سندخل السماء بالوراثة
طلبنا من الذي مات علي الصليب من أجلنا
وأعطانا دمه ليطهر قلوبنا
ولكن في زحمة حياتنا
وأهتمامنا بأجسادنا
وأعمالنا وأموالنا وروتين عبادتنا
نسيناه
آه نسينا انه مكتوب
ان ليس بأحد غيره الخلاص
أعمال 4
آه نسينا انه مكتوب
ليس احد يأتي الي الأب الا بي
يوحنا 14
آه نسينا انه مكتوب
ان كثيرون يدعون وقليلين ينتخبون
متي 22
وامام القبر سمعنا الصوت وفتحنا ابوابنا
فتحنا قلوبنا.. وطلبنا منه ان يدخل
طلبنا منه بكلمات بسيطة ضعيفة
لم نكن نملك غيرها
لم نكن نعرف ان نقول غيرها
ولكن عنده كانت تكفي وتزيد
لأنه لم يكن يريد غيرها
فهو يريدك كما انت
لأنه يعرف قلبك وما في داخلك
وعرفنا معني ما هو مكتوب
أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً
ان يصيروا اولاد الله الذين ولدوا ليس من دم
ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل
لكن من الله ولدوا
( يو 1 : 12 – 13 )
أه ما اروع ان نكون أولاده ونناديه قائلين
" يا أبي "
ستعرف معني الفرح
الذي لا يستطيع احد ان ينزعه منك
ستختبر معني السلام
الذي لا يستطيع احد ان يأخذه منك
سيذهب القلق
ولن يكون هناك مكان للخوف او المرض
لأن الذي سيكون بروحه في داخلك
لن يسمح للعالم ان يمس شعرة من رأسك
لوقا 21
ولن يستطيع احد ان يؤذيك
لأن من يمسكم يمس حدقة عيني
( زك 2 )
وستعرف الي أين ستذهب
وستعرف الطريق
لأن يسوع
هو الطريق والحياة
ومن آمن بي ولو مات فسيحيا
يوحنا 14 : 11
فتعال الأن الي أحضانه
انها في أنتظارك
ولا تؤجل
لأن طوق النجاة
قد يرجع فارغاً في وقت ما.. بدونك
يسوع بيقولك
أنت فاكر انى مش خايف يا أبنى عليك
دا أنت أبنى وحبيبى
وأنا يسوع اللى فاديك
وعمرك وحياتك دول فى ايديا
وأنا قبل كده قلت لك
من يمسك يمس حدقة عينيا
Comments
Post a Comment