"وأعوّض لكم عن السنين التي أكلها الجراد" (يوئيل 25:2) يا من انحنيت تحت وطأة الظروف ،فلفّك الحزن العميق، واكتنفك الضيق المحيق بسبب هجوم شنه الجراد فجأة عليك فأصاب ما أصاب، وأتلف ما أتلف :وها أنت الآن محصور فيما أصابك متسائلاً "إذا كان الرب معنا فلماذا أصابتنا كل هذه؟" (قضاة 13:6) ،وهكذا أصبحت فريسة سهلة للانحناء الذي استضعفته ،ويا له من ضيف مدمّر قد يصيبك في مقتل الأمر الذي لم يفعله معك الجراد الذي أنت في غم بسببه وفي غمرة انحنائك نسيت أنه لخيرك كان كل هذا ،فالجراد الآكل لم يُرسل نفسه بل الله أرسله لخيرك : وحاشا للرب أن يخطط يومًا لضررك لأنه قال الأفكار التي أنا مفتكر بها عنكم" "أفكار سلام لا شر، لأعطيكم آخرة ورجاء (إرميا 11:29) ،والعجيب أن الجراد انتهى من مهمته ومضى في حال سبيله ،ولكنه ما زال هو وما فعله معك هو شغلك الشاغل ،الأمر الذي له عواقبه الخطيرة ،إذ بدأت تشك في أمانة الله من جهتك ونسيت أن في السماوات رحمته وأن أمانته إلى الغمام (مزمور 5:36) ،وأنه لا يكذب من جهة أمانته ورحمته لا ينزعها عنا (مزمور 33:89)
† ربنا موجود.. كله للخير.. مسيرها تنتهى †